اخبار الخليج / اخبار السعودية

وفر 50% على تنقلك في الرياض! حيلة وسر بسيط جعل سكان العاصمة يوفرون آلاف الريالات.. ما هو؟

وسط زخم المشاريع الكبرى التي تشهدها العاصمة السعودية، أطلقت الهيئة الملكية لمدينة الرياض عبر حساب «النقل العام لمدينة الرياض» توضيحًا يكشف للمستخدمين عن وسيلة سهلة لتقليل تكلفة رحلاتهم إلى الحد الأدنى.

حيلة بسيطة لتخفيض تكاليف التنقل للنصف ولتدفع مرة بدل مرتين

الفكرة تتلخص في خطوة واحدة واضحة: تمرير البطاقة الذكية نفسها عند بوابة الدخول ثم تمريرها مرة أخرى عند بوابة الخروج في كل رحلة بالقطار أو الحافلات.

عند الالتزام بهذه العملية البسيطة تحتسب المنظومة تعرفة تعكس المسافة الفعلية التي قطعها الراكب، بينما يؤدي إهمال خطوة الخروج إلى احتساب الرسوم القصوى المفترضة للخط كامل، ما يعني دفع قيمة مضاعفة بلا داع.

المبادرة المعلنة تندرج ضمن حزمة إجراءات توعوية تهدف إلى تعزيز ثقافة النقل الجماعي وتخفيف العبء المالي على سكان الرياض ومقيمها تمهيد لتحول أوسع نحو وسائل تنقّل صديقة للبيئة.

آلية التسعير الذكي بحسب المسافة

يعتمد نظام المواصلات الجديد على مبدأ الحساب التلقائي للتعرفة بعد رصد عدد المحطات التي اجتازها الراكب فعلا.

فور تمرير البطاقة عند الدخول يحجز النظام مبلغ الحد الأقصى للرحلة، ثم يعيد احتساب القيمة عند الخروج ويخصم فقط المستحق وفق المسافة.

لذلك فإن نسيان تمرير البطاقة عند نهاية الرحلة يبقي المبلغ الأقصى ثابت في سجل الدفع، وهو ما يعني خروج المستخدم من المحطة وقد دفع أكثر من المطلوب غالبا إلى الضعف.

هذا النموذج شائع في كبرى متروات العالم، ويُعَد أساسًا لتسعيرة عادلة تشجع الجمهور على تفضيل النقل الجماعي على المركبات الخاصة.

فوائد اقتصادية مباشرة للمستخدمين

تشير التقديرات الأولية للقائمين على المشروع إلى أن الالتزام بالخطوتين يسهم في خفض متوسط إنفاق الراكب المنتظم بمعدل يلامس خمسين في المئة شهريا، خاصة للموظفين والطلاب الذين يعتمدون الحافلات يوميا.

ويكمن الأثر الإيجابي الأكبر في أن النظام لا يفرض تعرفة ثابتة، بل يتكيف مع حجم التنقل الفعلي، الأمر الذي يحفز السكان على التخطيط الأمثل لرحلاتهم وإعادة النظر في استخدام السيارة الخاصة داخل المدينة المزدحمة.

انعكاسات بيئية وتنموية على مستوى المدينة

يخدم ضبط التعرفة إستراتيجية الرياض الكبرى الرامية إلى تحسين جودة الحياة وخفض الانبعاثات الكربونية، إذ يسهم تشجيع النقل الجماعي في تقليل ضغط المرور وتقليص أوقات الذروة.

كما تساعد البيانات الدقيقة الناتجة عن تسجيل الدخول والخروج على رسم خرائط حركة الركاب وتطوير المسارات وفق الطلب الفعلي، ما يرفع كفاءة تشغيل الحافلات والقطارات ويقلل الهدر في استهلاك الوقود.

كذلك تتيح المنصة الرقمية للبطاقة مراقبة الأداء لحظيا وإطلاق العروض الترويجية في مواسم معينة كالعطل والأحداث الرياضية الكبرى لدعم السياحة الداخلية.

التكامل مع رؤية المملكة عشرين ثلاثين

تتخذ الرياض من شبكتها الحديثة وسيلة لتحقيق أحد مستهدفات رؤية المملكة، والمتمثل في رفع نسبة رحلات النقل العام إلى أكثر من خمسة عشر في المئة من إجمالي الرحلات اليومية بحلول عام ٢٠٣٠.

ويعتمد بلوغ هذا الهدف على عنصرين أساسيين: بنية تحتية متطورة وتشغيل يعتمد على حلول مالية جاذبة.

ومن هنا يبرز دور البطاقة الذكية بوصفها ركيزة تجربة الراكب، إذ توفر وسيلة دفع موحدة يمكن شحنها إلكترونيا أو من أجهزة الخدمة الذاتية المنتشرة في المحطات، كما تدعم خصم تلقائيّ عند التحويل بين الحافلات والقطارات خلال نافذة زمنية محددة بلا أي رسوم إضافية.

تسهيلات رقمية وتوعية مستمرة

عززت الهيئة حضورها الرقمي بإطلاق تطبيقات للهواتف الذكية تتيح متابعة مواعيد وصول الحافلات في الزمن الحقيقي واستعراض رصيد البطاقة وتاريخ الرحلات، إضافة إلى خريطة تفاعلية تسهل اختيار أقصر المسارات.

وتعمل فرق ميدانية داخل المحطات على توعية الركاب الجدد بكيفية تمرير البطاقة مرتين، بينما تبث رسائل توعوية دورية على شاشات العربات وعبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي لضمان وصول المعلومات إلى جميع الشرائح بما في ذلك كبار السن والزوار.

ختامًا، يمثل الالتزام ببطاقة واحدة للدخول والخروج أكثر من مجرد إجراء تقني؛ إنه مؤشر على انتقال الرياض إلى منظومة نقل حضرية متكاملة تتكئ على الابتكار لتقديم خدمة فعالة واقتصادية وآمنة، وهو مسار يتسق مع التطلعات الوطنية نحو مدن ذكية ومستدامة تضع راحة الإنسان وجودة حياته في الصدارة.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا