باسل النجار - القاهرة - الجمعة 4 يوليو 2025 02:26 مساءً - نجح فريق بحثي في جامعة كاليفورنيا الأمريكية، في تنمية رئات مصغّرة مزودة بشبكات أوعية دموية تحاكي نمو الرئتين البشرية بدقة وذلك باستخدام خلايا جذعية من مرضى يعانون من الطفرات.
ووفقاً للفريق البحثي، يعد هذا الإنجاز العلمي الأول من نوعه، حيث تمكن من إنتاج عضيات رئوية متكاملة بأوعية دموية، الأمر الذي يفتح الباب أمام تطوير نماذج أعضاء أخرى مزودة بالأوعية الدموية مثل الأمعاء والقولون. وتوفر هذه التقنية أدوات متقدمة لدراسة الأمراض واختبار الأدوية وتطوير علاجات مخصصة.
واستخدم الفريق العضيات المطورة لدراسة مرض خلقي نادر ومميت يعرف بـ"خلل التنسج الشعري السنخي المصحوب باختلال في الأوردة الرئوية" (ACDMPV)، الناجم عن طفرات في جين "FOXF1"، وهذا المرض كان من الصعب دراسته سابقا بسبب نقص الأوعية الدموية في النماذج التقليدية، وباستخدام خلايا جذعية من مرضى يعانون من الطفرات، نجح الفريق في إنتاج عضيات رئوية تعيد تكوين عيوب الأوعية الدموية والتشوهات في أنسجة الرئة، ما يوفر نموذجا فعالا لفهم المرض وتطوير العلاجات.
ومن جهتها قالت الدكتورة مينغشيا غو، الباحثة الرئيسية في الفريق:"لاحظنا في بداية جائحة كورونا/كوفيد-19/ وجود نقص في نماذج الرئة التقليدية التي كانت تفتقر إلى شبكة الأوعية الدموية الأساسية لوظائف الرئة، وحاول الفريق بداية استخدام أسلوب تنمية مكونات الأعضاء بشكل منفصل ثم دمجها، لكن التجربة أظهرت نموا متزامنا للخلايا الرئوية والأوعية الدموية من المادة الأولية نفسها، ما دعا الفريق إلى تبني طريقة تنمية مشتركة".
واضافت الطريقة الجديدة تسمح لنمو أنسجة الرئة والأوعية الدموية معا منذ البداية، وأدت إلى إنتاج عضيات رئوية ذات تنوع خلوي أكبر وبنية ثلاثية الأبعاد أفضل ونمو أكثر نضجا مقارنة بالنماذج السابقة.
واختتمت الدكتورة غو بالقول: "نحن نفتح نافذة لفهم أفضل لتطور الأعضاء البشرية، ونمكن الباحثين من دراسة الأمراض بكفاءة أكبر".
وعلى الرغم من التطور لهذه الرئات المصغرة لا تزال العضيات الرئوية تشبه رئات الجنين، لذا يخطط الباحثون لإضافة محاكاة القوى الفيزيائية للتنفس عبر التمدد الميكانيكي والتعرض للهواء لتحسين نضج العضيات، كما يسعون لتوسيع إنتاج هذه العضيات لاستخدامها في أبحاث الأدوية وتطوير العلاجات، ما يقلل الحاجة للاعتماد على النماذج الحيوانية.
يذكر أن الرئتين هما عضوان حيويان في الجهاز التنفسي، تقعان داخل القفص الصدري، وتتمثل وظيفتهما الرئيسية في تبادل الغازات، حيث يتم أخذ الأكسجين من الهواء وإدخاله إلى مجرى الدم، بينما يتم التخلص من ثاني أكسيد الكربون من الدم إلى الهواء ليتم زفيره.
للمزيد تابع الخليج 24 على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك