ياسر الجرجورة - الرياض - الأحد 20 يوليو 2025 05:20 صباحاً - أكد الدكتور وليد جاب الله، عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والإحصاء والتشريع، أن العلاقات الاقتصادية بين مصر والمملكة العربية السعودية تشهد منحنى صاعداً وتكاملاً حقيقياً يتجاوز الأرقام التجارية ليشمل استثمارات ضخمة وروابط شعبية عميقة.
وأوضح جاب الله، في مداخلة هاتفية بقناة اكسترا نيوز، أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين ليست مجرد انعكاس للعلاقات السياسية الطيبة، بل هي نتاج طبيعي لنشاط الشعوب والتجار والصناع في كلا البلدين، مدفوعة بروابط تاريخية متينة.
وأشار جاب الله إلى أن حجم التبادل التجاري بين مصر والسعودية يحقق نمواً سنوياً مطرداً يتراوح ما بين 10% إلى 15%، مما يؤكد وجود منحنى تصاعدي مستمر. وتتمثل أبرز صادرات مصر إلى المملكة في المنتجات الزراعية مثل البرتقال والبطاطس والعنب، بالإضافة إلى الصناعات الغذائية والأجهزة الكهربائية، في المقابل، تستورد مصر من المملكة الحديد والصلب، والكيماويات، والمنتجات البترولية، والمواد الخام البلاستيكية.
وشدد الخبير الاقتصادي على أن التعاون لا يقتصر على التجارة، بل يمتد إلى الاستثمارات التي تلعب دوراً محورياً في تعميق العلاقات، وقال: "المملكة العربية السعودية وشركاتها حاضرة بقوة في استثمارات القطاع العقاري المصري، خاصة في العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة، بالإضافة إلى استثمارات زراعية ضخمة في منطقتي توشكى والوادي الجديد".
وأضاف أن الاستثمارات السعودية تشمل أيضاً قطاعات حيوية مثل الطاقة المتجددة، والسياحة والفنادق، والبنوك والخدمات المالية، وفي المقابل، يمتلك المستثمرون المصريون أيضاً استثمارات مهمة في المملكة.
وكشف جاب الله أن الإطار التنظيمي للعلاقات الاقتصادية يستند إلى أكثر من 160 اتفاقية ومذكرة تفاهم تغطي كافة القطاعات، بالإضافة إلى وجود "مجلس تنسيقي مصري سعودي" يتابع تنفيذ المشاريع المشتركة.
ورغم ذلك، دعا إلى ضرورة تفعيل دور أكبر للقطاع الخاص في البلدين للاستفادة من الجهود الحكومية وحسن النوايا، قائلاً: "نحتاج إلى تلاقي أكبر من المستثمرين في البلدين لخلق مزيد من الشراكات في مجال الاستثمار والتبادل التجاري خلال الفترة القادمة".
واختتم الدكتور وليد جاب الله حديثه بالتأكيد على أن الطموحات بين البلدين "بدون سقف"، مدفوعة بروابط شعبية وثقافية فريدة، وأضاف: "المشروع التنموي والنهضوي السعودي والمصري متكاملان، ويمكن لهما الدخول في شراكات استراتيجية تدفع العلاقات الاقتصادية إلى آفاق أبعد وأكبر بكثير مما تحقق بالفعل، والذي يعد كثيراً بالفعل".